غالبا إن لم يكن دائما كنت أنا والدكتور أسامة الغزالي حرب في خندقين مختلفين، طوال الوقت.
فهو كان يرى أن نقابة الصحفيين ليست ذات صلة بموضوع سفره لإسرائيل أو التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأنه مجرد تقدير شخصي لكل صحفي، في حين كنت أنا في خندق احترام قرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين والتي تحظر التطبيع النقابي والشخصي والمهني، فحن في نقابة الصحفيين نرى أن التطبيع مع الكيان الصهيوني جريمة لا تسقط بالتقادم، فهو بمثابة طعنة في قلب القضية الفلسطينية.
واتعجب أن حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة الأعزل،هي فقط التي جعلت الغزالي حرب يعتذر عن رؤيته السابقة للتطبيع وللتواصل مع الكيان الصهيوني ، وكأننا كنا بحاجة لكل هذه المجازر لكي نعرف طبيعة الصراع ونعرف طبيعة العدو.
فرجل أكاديمي وباحث بحجم أسامة الغزالي حرب ليس بحاجة أن ينتظر ليرى كل هذه المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني لكي يعتذر عن التطبيع.
والمفروض أن هو بقيمته الأكاديمية يكون لديه القدرة على معرفة العدو وتحليل هذا الصراع .
كنت انتظر أن حقائق هذا الصراع لا تغيب عنه وتبقي عنده صحوة الضمير التي عبر عنها باعتذاره
أي إنسان عنده بقايا من الضمير بعض النظر عن الأسماء هو مطالب بأن يعتذر لنفسه ثم لكل هذه الدماء التي أريقت.
لا ننتظر هذا الاعتذار المتصهينين، فمصالحهم اقوي من ضمائرهم
أنا مع أن يبقي أسامة الغزالي حرب قيمة، ويبقي تراجعه مهم لانه يصب في التأكيد على حقائق الصراع نفسها.
فهذا العدو الصهيوني صراعنا مع صراع وجودي فاما أن يكون هو أو نكون نحن..
وانا ارى أن الاعتذار من الناحية الأدبية شئ مهم ومحمود، لإن ثقافة الاعتذار عند المثقفين العرب نادرة جدا..قبول الاعتذار يجب أن نكتسبه كثقافة
أسامة الغزالي اعتذر ولو بعد حين لكن يبقي علينا أن نقبل هذا الاعتذار، فأن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي
.